|
كلمة السيدة علا عوض/رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في المؤتمر الخاص "باليوم العالمي للشباب" رام الله، 12/08/2012 الحضور الكريم مع حفظ الألقاب
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشباب والذي يصادف اليوم الثاني عشر من آب/ اغسطس، يأتي انعقاد هذا المؤتمر والذي نستعرض من خلاله الواقع الديمغرافي والاجتماعي للشباب الفلسطيني. |
إن القضايا المتعلقة بالشباب والمرأة وقضايا العدالة الاجتماعية والنمو السكاني ومعدلات الخصوبة والسلوك الديمغرافي وظاهرة الحراك السكاني والهجرة وقضايا البيئة والتنمية وتحديات تحقيق الأهداف التنموية للألفية بحلول 2015، من أهم القضايا السكانية التي تحظى بالاهتمام لدى كافة الدول والمجتمعات.
الأخوات والأخوة تشير التقديرات السكانية ان عدد السكان الفلسطينيين منتصف عام 2012 في الأراضي الفلسطينية قد بلغ حوالي 4.3 مليون منهم 2.7 مليون في الضفة الغربية و1.6 مليون في قطاع غزة، كما يشير التركيب العمري لسكان الأراضي الفلسطينية إلى انه مجتمع فتي، اذ بلغت نسبة الافراد اقل من 15 سنة نحو 40% من اجمالي السكان في الاراضي الفلسطينية، ويتوقع ان تبلغ هذه النسبة عام 2015 نحو 39% في حين ستصل هذه النسبة الى نحو 35% عام 2025 مما يعني ان المجتمع الفلسطيني سيبقى يافعا خلال العقدين القادمين على الأقل.
ومن جانب آخر ومما يلفت الانتباه ارتفاع نسبة الشباب في الأراضي الفلسطينية، إذ يشكل الشباب في الفئة العمرية 15-29 سنة ما نسبته 30% من إجمالي السكان (1.3 مليون شاب) ومن المتوقع أن تبقى هذه النسبة ثابتة خلال العقد القادم مع ازدياد الأعداد المطلقة لهم، إذ يتوقع أن يصل عدد الشباب إلى نحو 1.4 مليون شاب عام 2015 والى نحو 1.7 مليون شاب عام 2025.
الشباب كما تعلمون هم الفئة الأكثر تعليما ولديهم الخبرات والمهارات التي لم تتح للأجيال السابقة خاصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال وهم الأكثر تفاعلا مع ثقافات العالم والأكثر قدرة على الابتكار والابداع والأكثر طموحا وتطلعا للمستقبل، اذ بلغت نسبة الشباب 15-29 سنة الملتحقون بالتعليم نحو 45% لعام 2011 من إجمالي الشباب في الفئة العمرية 15-29 سنة، كما تشير البيانات إلى ان نسبة الامية بين الشباب لا تتجاوز 0.7%، (0.8% للذكور و0.6% للإناث)، وان نحو 7 شباب من كل 10 يستخدمون الحاسوب، ونحو 43% من الشباب يمتلكون بريد الكتروني كما ان ثلاث ارباع الشباب (نحو 75% من الشباب) يمتلكون هاتف نقال وذلك من إجمالي الشباب 15-29 سنة لعام 2011.
ورغم ذلك فان الشباب الفلسطيني ما زال يعاني من عدة تحديات من أبرزها ارتفاع معدلات البطالة والفقر، حيث بلغت معدلات البطالة بين الشباب حوالي 36% للربع الأول من عام 2012 وهذا المعدل يفوق المعدل العام للبطالة في الأراضي الفلسطينية البالغ نحو 24% وعلى مستوى الفقر فقد بلغت النسبة بين صفوفهم حوالي 26% وهذا المعدل يقارب المعدل العام للفقر الوطني لعام 2010.
وحول الواقع الصحي للشباب فقد اشارت البيانات لعام 2010 إلى ان 15% من الشباب مدخنون (نحو 29% للذكور مقابل 0.7% للإناث)، ونحو 3% من الشباب مصابون بمرض واحد مزمن على الأقل (3.3% للذكور مقابل 2.3% للإناث)، مع العلم ان نحو 83% من الشباب يقيمون حالتهم الصحية بأنها جيدة.
الأخوات والأخوة بالرغم من الظروف التي عانت منها فئات واسعة من الشباب على مدار سنواتٍ طويلة سابقة، إلا أنهم ساهموا، وبقوة، في حماية وصون الهوية الوطنية وبلورتها، وكان لهم دور بارز في مسيرة شعبنا النضالية، كما كان لهم فضل كبير وإسهام ملموس في الحفاظ على الموروث الثقافي، وتكريس مفاهيم العمل التطوعي والتضامن الاجتماعي والتي ساهمت جميعها في حماية النسيج الاجتماعي، وفي توفير مقومات الصمود لشعبنا. يجب علينا ان ندرك أهمية دور الشباب في صنع التغيير وبناء المستقبل، لذا يجب العمل على توسيع نطاق مشاركتهم في كافة ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وفتح آفاق المستقبل أمامهم، الأمر الذي يتطلب المُضي قُدماً لإنهاء الانقسام وواقع الانفصال، وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، بإعتبار ذلك شرطاً للخلاص التام من الاحتلال، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. في نهاية كلمتي اتوجه بالتحية والتقدير إلى كافة المؤسسات الشبابية وأشد على ايادي كل شباب فلسطين في الوطن والخارج ولهم اقول انتم بناة المستقبل وصناع الحياة، وحراس الوطن، انتم ربيع فلسطين القادم بعون الله كما اتوجه بالشكر للحضور الكريم لمشاركتنا احتفالنا بهذه المناسبة، وكل عام وانتم وشباب فلسطين بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علا عوض رئيـس الجـهاز
|