د. عوض: تجربة فلسطين في مجال إحصاءات الإعاقة تمثل قصة نجاح رغم قسوة التحديات
إطلاق "الميثاق العربي لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في التوظيف وريادة الأعمال"
في بيت الأمم المتحدة ببيروت
بيروت- الحياة الجديدة- هلا سلامة - قدمت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني د. علا عوض، مداخلة خلال المؤتمر الإقليمي الذي نظمته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، حول "الميثاق العربي لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في التوظيف وريادة الأعمال".
وأكدت د. عوض أنه لا يمكن الحديث عن الإعاقة في فلسطين دون التوقف طويلا عند الحرب المدمرة على قطاع غزة، موضحة أنه منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشهد القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، بينهم آلاف المصابين بإصابات بالغة وبتر أطراف، وإصابات دماغية ونفسية وجسدية دائمة، في ظل انهيار المنظومة الصحية ونقص الخدمات الأساسية.
وأشارت إلى أن نسبة ذوي الإعاقة في فلسطين قبل الحرب كانت تقارب 2.1% من السكان، وفي غزة نحو 2.6%، أما اليوم فتقدر الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وجود أكثر من 42 ألف إصابة جديدة، بينها نحو 5,000 حالة بتر، وما بين 20 إلى 30 ألف شخص يعانون من إعاقات دائمة، بينهم أكثر من 21 ألف طفل يعانون من إعاقات جسدية أو نفسية ناتجة عن الحرب.
وأكدت د. عوض استمرار الجهود لجمع ما يمكن من بيانات عن قطاع غزة بالتعاون مع المؤسسات الوطنية والدولية الشريكة، مشددة على أن البيانات ليست غاية في حد ذاتها، بل أداة للتمكين، إذ تساعد على تخطيط الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية بكفاءة وعدالة، وتوجه الموارد إلى الفئات الأكثر احتياجا، وتمكن صناع القرار من قياس أثر السياسات العامة وتحديد الفجوات التنموية.
وفي ختام كلمتها، لفتت د. عوض الى أن تجربة فلسطين في مجال إحصاءات الإعاقة تمثل قصة نجاح رغم قسوة التحديات، بالانتقال من مرحلة غياب البيانات إلى مرحلة الإحصاءات المعيارية المتكاملة، ومن العمل الجزئي إلى النهج الوطني الشامل، مؤكدة أن المسؤولية اليوم أكبر في الاستمرار بإنتاج البيانات حتى في ظل الأزمات والحروب، تحقيقا لأهداف الجهاز في توفير بيانات شاملة عن الوضع في فلسطين وسد الفجوات في الرقم الإحصائي.
يذكر أن المؤتمر شهد إطلاق "الميثاق العربي لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في التوظيف وريادة الأعمال"، وذلك في بيت الأمم المتحدة في بيروت، بمشاركة وزير العمل اللبناني محمد حيدر، ونائبة الأمينة التنفيذية للبرامج بالوكالة للإسكوا مهريناز العوضي، والمديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية ربى جرادات.
وحسب الإسكوا، "يمثل هذا الميثاق التزاما جماعيا على المستوى الإقليمي لتعزيز منظومات التوظيف وريادة الأعمال الشاملة، ويسعى إلى حشد التزامات متقدمة من القطاع الخاص لتعزيز الإدماج الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، من خلال إجراءات ملموسة ومسؤولة وقابلة للقياس تتماشى مع المعايير الدولية".
وشدد حيدر على أن "التجارب أثبتت أن الدمج في العمل وريادة الأعمال ليس مجرد بعد اجتماعي، بل هو قيمة اقتصادية وتنموية تضيف إلى سوق العمل طاقات جديدة وقدرات خلاقة، وتسهم في تحريك عجلة الإنتاج بروح أكثر إنسانية وعدالة".
من جانبها، أشارت العوضي إلى أن تجاهل هذه الفئة من الأشخاص ذوي الإعاقة يشكل خسارة كبيرة للمواهب والإمكانات الفردية، وخسارة فادحة للاقتصادات القومية التي قدّرتها الإسكوا بنحو 28.5 مليار دولار سنويا، أي ما يعادل 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
أما جرادات، فأوضحت أن "فقط 16% من الأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة العربية يحصلون على إعانات مالية، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 39%، مشيرة إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجهها النساء في الحصول على عمل لائق بسبب الحواجز المادية والمجتمعية والرقمية".
وخلال المؤتمر، تبادل المشاركون أفضل الممارسات والسياسات التي تعزز إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في التوظيف وريادة الأعمال، وسلطوا الضوء على دراسات حالة من المنطقة العربية وخارجها لتعزيز الحوار بين بلدان الجنوب وتبادل المعرفة حول استراتيجيات سوق العمل الشاملة.
وعلى هامش المؤتمر، أقيم معرض وظائف جمع شركات شاملة في لبنان لعرض تجاربها أمام الطلاب والباحثين عن عمل من ذوي الإعاقة. وأتاح المعرض فرصة قيمة للمشاركين لاستكشاف مسارات مهنية متنوعة، والتواصل مع أصحاب العمل، والتعرّف إلى فرص التدريب والتوظيف المتاحة في سوق العمل اللبناني.
