كلمة السيدة علا عوض/رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني
في مؤتمر عرض نتائج مسح العنف والعلاقات الاسرية
داخل المجتمع الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948
الناصرة، 26/11/2014
السيدات والسادة الكرام مع حفظ الالقاب
الحضور الكريم
اسمحوا لي بداية أن أرحب بكم جميعاً، وأن أتقدم بالشكر والتقدير للقائمين على المؤتمر، ولا أخفي عليكم مدى سعادتي بوجودي اليوم بينكم هنا في مدينة الناصرة، لأشارككم أعمال هذا المؤتمر، والذي يأتي انعقاده بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي صادف يوم أمس 25/11، ويكتسب هذا المؤتمر أهمية خاصة من كونه يتناول موضوع العنف باعتباره أحد أهم المواضيع التي باتت تشكل خطراً يتهدد الأسرة والمجتمع الفلسطيني، خاصة وأننا نعيش في ظروف صعبة بفعل الهجمة الاسرائيلية الممنهجة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.
الحضور الكريم
تربط الاحصاء الفلسطيني وجمعية الجليل علاقة تاريخية تمتد لحوالي عقد من الزمن، حيث تمكنت الجمعية ومن خلال بنك المعلومات (ركاز) من تنفيذ عدد من المسوح النوعية الهامة في الداخل الفلسطيني، بهدف توفير بيانات إحصائية حول الواقع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي وغيرها من القطاعات، لتشكل اللبنة الاساسية لتنمية المجتمع الفلسطيني في الداخل بالاستناد على بيانات إحصائية حديثة وموثوقة وذات جودة عالية، وقد قام الجهاز بتقديم الدعم الفني اللازم الى الجمعية لتنفيذ هذه المسوح، وذلك في إطار الجهد الذي يقوم به الجهاز لتوفير البيانات الاحصائية الضرورية للنهوض بالواقع الفلسطيني في شتى المجالات، الامر الذي يمكن من إحداث تنمية مستدامة للفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم.
الحضور الكريم،
تعتبر ظاهرة العنف أحد أهم المشاكل الاجتماعية التي باتت تلقي بظلالها على المجتمع الفلسطيني وتهدد تماسكه وترابطه، وتأخذ هذه الظاهرة أشكالاً عدة، لعل من أبرزها العنف الأسري، وهو العنف الذي يتطرق لكل أشكال الإساءة داخل الأسرة، بغض النظر عن العمر والنوع الاجتماعي للضحية أو للمعتدي، حيث تعتبر النساء الأكثر عرضة للوقوع ضحيةً للعنف والإساءة من قِبل أشخاص سواء من داخل الاسرة أو من خارجها. وإنطلاقاً من دور الجهاز في توفير البيانات الاحصائية حول هذه الظاهرة، فقد قام الجهاز خلال العام 2011 بتنفيذ مسح وطني متخصص حول العنف في المجتمع الفلسطيني، بقيادة فريق فني من الإحصاء الفلسطيني ولجنة توجيهية ضمت بعض المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ويعتبر هذا المسح الثاني من نوعه الذي ينفذ على المستوى الوطني، ويهدف الى دراسة ظاهرة العنف الذي يتعرض له الأفراد داخل وخارج الأسرة، والوقوف على حجم هذه الظاهرة في المجتمع الفلسطيني، من حيث أشكال العنف، مصادره، الأماكن التي يحدث فيها، الأفراد الأكثر عرضة للعنف، الامر الذي يسهم في توفير قاعدة بيانات تساعد في تطوير البرامج والمشاريع التي من شأنها خدمة الأفراد المعنفين، وتحديد الفجوات في الخدمات المقدمة لهم.
السيدات والسادة
إن المؤشرات والبيانات التي يوفرها هذا المسح والذي سيتم استعراض أبرز نتائجه خلال هذا المؤتمر، تشكل فرصة للباحثين والمختصين والمهتمين بموضوع العنف لإجراء مزيد من الدراسات والأبحاث التطبيقية المتعلقة بهذه الظاهرة للمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة لها، وبلورة مؤشرات محددة لقياسها، ومعرفة مدى التقدم المحرز عبر البرامج والمشاريع المقدمة للتصدي لها ومعالجتها، الامر الذي يتطلب التعاون بين مختلف المؤسسات والهيئات لتطوير برامج تثقيفية وتوعوية للمجتمع حول الاثار السلبية والخطيرة لهذه الظاهرة على النسيج الاجتماعي، ووضع الخطط والسياسات والإجراءات للحد منها ومعالجتها.
وفي الختام،
لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير الى السيد بكر عواودة/مدير عام جمعية الجليل، وطاقم الجمعية، والشكر موصول الى طواقم العمل في بنك المعلومات (ركاز) على ما بذلوه من جهد في التحضير والتنظيم لعقد هذا المؤتمر، ولا يفوتني تقديم الشكر والتقدير الى جميع مؤسسات المجتمع المحلي العربية في الداخل الفلسطيني على تعاونهم واهتمامهم، آملاً أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات تسهم في تعزيز البحث العلمي والتخطيط المهني المبني على البيانات الحديثة.
أتمنى لمؤتمركم هذا النجاح والتوفيق، ولمجتمعنا الفلسطيني مستقبلاً أكثر إشراقاً، وحياة كريمة، آمنة، خاليةً من العنف، يسودها الامن والعدل والمساواة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،