free hit counters
الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني | كلمة معالي السيدة علا عوض في حفل إعلان نتائج التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان

كلمة معالي السيدة علا عوض/رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني
في حفل إعلان نتائج التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان - بيروت، 21/12/2017
صورة خاصة بالخبر
 

دولة رئيس الوزراء السيد سعد الحريري   المحترم
السادة الوزراء، والنواب، والسفراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي الاجهزة والمؤسسات الرسمية، والاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية    المحترمين
السيدات والسادة، الحضور الكريم، كلاً باسمه ولقبه

سلامٌ لأرضٍ خٌلقت للسلام وما رأت يوماً سلاما، بهذه الكلمات للشاعر الفلسطيني محمود درويش نستذكر حال القدس، التي جئتكم منها، حاملاً لكم رسالتها، رسالة التآخي والمحبة والسلام، لقد جئتكم من قلبِ وطنٍ أثكلتهُ الهموم، وعم الحزنَ أبوابه وأسواره، جئتكم من عاصمة العواصم، من قدس الأقداس، لأنقل لكم أنينها وصراخها، وقد استباحها أقوامٌ لاستعراض مصالحهم وتمرير مخططاتهم باسم السلام، ضاربين بعرض الحائط كل القرارات والمواثيق الأممية التي تؤكد على فلسطينية وعروبة القدس، ولكن ستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية وقلب الأمة النابض، عصية على الانكسار، صامدة بصمود أهلها الذين يدافعون عن عنوان هويتنا ورمز عزتنا وكرامتنا، ونستذكر هنا المواقف المشرفة للجمهورية اللبنانية الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً, والتي عبر عنها مؤخراً معالي وزير الخارجية اللبناني السيد جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب, لتؤكد على عمق العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني.

السيدات والسادة،
نجتمع هنا اليوم للإعلان عن نتائج التعداد العام للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، كأول تعداد عام يستهدف اللاجئين الفلسطينيين، والذي تم التوافق على تنفيذه تحت مظلة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وبتعاون مشترك بين الإحصاء الفلسطيني وإدارة الإحصاء المركزي اللبناني، وبالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين في لبنان، وقد شكل هذا المشروع تحدياً كبيراً لنا جميعاً، لا سيما وأن تنفيذه تزامن مع ظروف سياسية صعبة، ولكن ونحن نتحدث عن هذا الإنجاز النوعي الهام، فإننا نتحدث عن نموذجاً للعمل المشترك وقصة نجاح تجسد فيها التعاون والشراكة الحقيقية، وتكامل الأدوار بين مختلف الأطراف في جميع مراحل العمل.
السيدات والسادة، الحضور الكريم
لقد التقينا هنا في هذا المكان مطلع شهر شباط الماضي لنعلن عن انطلاق العمل على مشروع التعداد، ولم يكن لدينا حينها ما يكفي من البيانات والمؤشرات التي تعكس الواقع الأليم الذي يعيشه اللاجئين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، في ظل تضارب الأرقام وتناقضها وتعدد مصادرها حول أعدادهم وخصائصهم وظروفهم، وها نحن اليوم نلتقي في نفس المكان وبين أيدينا قاعدة بيانات تفصيلية شاملة حول الواقع الديموغرافي والاجتماعي والاقتصادي للاجئين، من شأنها أن تشكل مرجعاً رسمياً، وأساساً واضحاً يُستند اليه في رسم السياسات والاستراتيجيات الهادفة لتحسين الواقع المعيشي للاجئين وتوفير سبل العيش الكريم لهم.

الحضور الكريم
لم يكن تنفيذ هذا التعداد وليد اللحظة، بل يعود لجهود كبيرة بذلها الاحصاء الفلسطيني على مدار 5 سنوات، ويأتي تنفيذه إنطلاقاً من الدور المنوط به كجهة رسمية مخولةً قانوناً بتوفير البيانات الإحصائية حول الفلسطينيين في كافة أمكان تواجدهم، واعتبار أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وغيرها من الدول هم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني، ونحن نتحدث عن هذا التعداد، نتحدث عن مشروع وطني بامتياز، وعلى درجة كبيرة من الأهمية للكثير من الأسباب منها:
•    حجم المعاناة والواقع الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وعدم توفر إحصاءات رسمية دقيقة تعكس هذا الواقع.
•    أول تعداد عام وشامل يستهدف اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، بهدف توفير قادة بيانات شاملة وحديثة حول ظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية.
•    تشكل بيانات هذا التعداد حجر الأساس في التخطيط والتطوير لأي برامج أو تدخلات تستهدف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بهدف تحسين ظروفهم المعيشية.
•    مساهمة هذا التعداد في توفير أكثر من 1000 فرصة عمل مؤقتة للشباب من أبناء اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك من اللبنانيين.

السيدات والسادة، الحضور الكريم،،
لم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق دون الاحتضان والدعم الرسمي والشعبي الذي حظي به هذا المشروع منذ البداية، الأمر الذي مكننا من تجاوز كافة التحديات، لنشهد اليوم وإياكم تحقيقه والإعلان عن نتائجه، فلا بد من رسائل شكر وتقدير.
•    الى الحكومة اللبنانية ممثلة بدولة السيد سعد الحريري، والى الحكومة الفلسطينية ممثلةً بدولة أ. د. رامي الحمد الله، على رعايتهم ودعمهم لتنفيذ هذا التعداد.
•    الى لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ممثلة بمعالي الأخ د. حسن منيمنة على جهودهم الكبيرة ومتابعتهم الحثيثة لإنجاز هذا المشروع.
•    الى سفارة دولة فلسطين في لبنان ممثلة بسعادة السفير أشرف دبور على تعاونهم ومساندتهم للمشروع.
•    الى إدارة الإحصاء المركزي اللبناني ممثلةً بالأخت د. مرال توتليان على التعاون والشراكة في تنفيذ هذا المشروع.
•    الى أعضاء اللجنة التوجيهية واللجنة الاستشارية للمشروع على متابعتهم وتعاونهم.
•    الى الفصائل الفلسطينية، والمؤسسات والهيئات والاتحادات ومؤسسات المجتمع المدني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، والمؤسسات اللبنانية كافة، على تعاونهم في إنجاح هذا المشروع.
•    الى أبناء شعبنا في المخيمات والتجمعات على تفهمهم وتعاونهم الذي شكل حجر الأساس في إنجاح هذا المشروع.
•    ولا أنسى الجنود المجهولين طواقم العمل الفني والإداري في كل من لجنة الحوار، والإحصاء الفلسطيني وإدارة الإحصاء المركزي اللبناني على ما بذلوه من جهد وعمل دؤوب منذ انطلاق العمل على المشروع، بتشكيلهم خلية نحل تواصل الليل بالنهار في سبيل أن يرى هذا المشروع النور.

وفي الختام، وأنا أبارك للجميع هذا التعداد، نأمل بأن تشكل نتائجه فرصة حقيقية لتغيير الواقع الذي يعيشه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في كافة الأصعدة والمجالات، ولوضع المجتمع الدولي في صورة معاناتهم المستندة الى الحقائق والأرقام التي نتجت عن هذا التعداد، وكذلك الآثار التي لحقت بهم نتاج سياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان، مؤكدين على أن فلسطين ستبقى البوصلة والوطن الأم لكل فلسطيني نزح أو هجر من أرضه، وان الوجود الفلسطيني في لبنان وغيرها من الدول العربية الشقيقة ما هو إلا وجود مؤقت، الى حين تقرير مصيرهم وعودتهم الى ديارهم.

ونحن على أبواب الأعياد المجيدة ورأس السنة الميلادية، نتمنى أن يعم الأمن والسلام والاستقرار ربوع وطننا العربي الحبيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
Close
Close